فصل: سنة خمس وأربعين وست مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة أربع وأربعين وست مائة:

لما اتفق الصالح مع الخوارزمية استمال الصالح أيوب صاحب حمص وأفسده على إسماعيل ثم كتب إلى عسكر حلب يحثهم على حرب الخوارزمية وأنهم قد خربوا الشام.
فبادر نائب حلب شمس الدين لولو واجتمع معه صاحب حمص بالعرب والتركمان وبعسكر دمشق.
وأقبل الصالح إسماعيل ومعه الخوارزمية وعسكر الكرك وأيبك صاحب صرخد.
فالتقى الجمعان على بحيرة حمص.
فقتل بركة خان مقدم الخوارزمية.
وانهزم الصالح وأيبك وراحت أثقالهم في المحرم.
ثم سارت الخوارزمية إلى البلقاء واتفق معهم الناصر داود فجهز الصالح صاحب مصر جيشًا عليهم فخر الدين ابن الشيخ فكسروا الخوارزمية بنواحي الصلت وساقوا فنازلوا الكرك وتسلموا بعلبك وبصرى وأخذوا أولاد إسماعيل تحت الحوطة إلى القاهرة والتجأ إسماعيل إلى حلب وانقضت دولته.
فسبحان من لا يزول ملكه.
وصفت الشام لنجم الدين أيوب فقدمها ودخل دمشق في ذي القعدة.
وكان يومًا مشهودًا.
ثم مر إلى بعلبك ومر إلى صرخد فأخذها من أيبك المعظمي وأخذ الصبيبة من الملك السعيد ابن العزيز وهو ابن عمه.
ثم مر ببصرى وبالقدس فأمر بعمارة سورها وأمر بصرف مغلها في سورها.
وفيها توفي أحمد بن علي بن معقل العلامة عز الدين أبو العباس الأزدي المهلبي الحمصي النحوي اللغوي الذي نظم الإيضاح والتكملة.
عاش سبعًا وسبعين سنة.
ومات في ربيع الأول.
أخذ عن الكندي وأبي البقاء وبرع في لسان العرب.
وكان صدرًا محترمًا غاليًا في التشيع.
والملك المنصور بن عمر ابن المجاهد أسد الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه.
صاحب حمص وابن صاحبها وأحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام.
مرض بدمشق ببستان الملك الأشرف ومات به في حادي عشر صفر.
ونقل فدفن عند عند أبيه بحمص.
وكان عازمًا على أخذ دمشق ففجأه الموت.
وقام بعده بحمص ابنه الملك الأشرف موسى.
والحسن بن علي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر حفيد أبي البركات أخي الشيخ عدي شيخ العدوية الأكراد.
وكان لقب بتاج العارفين شمس الدين.
له تصانيف في التصوف وشعر كثير وله أتباع يغالون فيه إلى الغاية.
فقبض عليه صاحب الموصل بدر الدين وخنقه خوفًا من غائلته لأنه خاف أن يثور عليه بالأكراد.
وإسماعيل بن علي الكوراني الزاهد.
كان عابدًا قانتًا صادقًا أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر ذا غلظة على الملوك ونصيحة لهم.
روى عن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحبي وتوفي بدمشق في شعبان.
وعبد المنعم بن محمد بن محمد بن أبي المضاء أبو المظفر البعلبكي ثم الدمشقي.
حدث بحماة عن أبي القاسم بن عساكر.
توفي في ذي الحجة بحماة.
ومحمد بن حسان بن رافع بن سمير أبو عبد الله العامري المحدث المفيد.
روى عن الخشوعي وجماعة.
وكتب الكثير توفي في صفر.
والتقي المراتبي محمد بن محمود الحنبلي أحد أئمة المذهب بدمشق.
كان عالمًا متفننًا متبحرًا لم يخلف في الحنابلة مثله.
توفي في جمادى الآخرة.

.سنة خمس وأربعين وست مائة:

في جمادى الآخرة أخذ المسلمون عسقلان وأخذوا طبرية قبلها بأيام.
وكان الفتح على يد فخر الدين ابن الشيخ.
وفيها أخذ الملك الصالح نجم الدين الصبيبة من الملك السعيد وعوضه أموالًا وخبز مائة فارس وفيها نازل عسكر حلب مدينة حمص وأخذوها بعد أشهر في أول سنة ست.
وفيها توفي الكاشغري أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الزركشي ببغداد في حادي عشرة جمادى الأولى وله تسع وثمانون سنة.
سمع من ابن البطي وعلي بن تاج القراء وأبي بكر بن النقور وجماعة.
وعمر ورحل إليه الطلبة.
وكان آخر من بقي بينه وبين الإمام خمسة أنفس ثقات.
ولي مشيخة المستنصرية.
وشعيب بن يحيى بن أحمد أبو مدين ابن الزعفراني التاجر.
إسكندراني متميز.
جاور بمكة وحدث عن السلفي.
توفي في ذي القعدة.
والشيخ علي الحريري أبو محمد بن أبي الحسن بن منصور الدمشقي الفقير.
ولد بقرية بسر من حوران ونشأ بدمشق وتعلم بها نسج العتابي ثم تمفقر وعظم أمره وكثر أتباعه.
وأقبل على الطيبة والراحة والسماعات والملاح وبالغ في ذلك.
فمن يحسن به الظن يقول هو كان صحيحًا في نفسه صاحب حال وتمكن ووصول.
ومن خبر أمره رماه بالكفر والضلال.
وهوأحد من لايقطع عليه بجنة ولا نار فاطنا لانعلم بما ختم له لكنه توفي في يوم شريف يوم الجمعة قبيل العصر السادس والعشرين من رمضان.
وقد نيف على التسعين.
مات فجأة.
وأبو علي الشلوبين عمر بن محمد بن عمر الأزدي الأندلسي الإشبيلي النحوي أحد من انتهت إليه معرفة العربية في زمانه.
ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة وسمع من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون والكبار وأجاز له السلفي وكان أسند من بقي بالمغرب وكان في العربية بحرًا لا يجارى وحبرًا لا يبارى قيامًا عليها واستبحارًا فيها.
تصدر لإقراء نحوًا من ستين عامًا.
أخذ عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي الحسن نجيه.
وصنف التصانيف.
وله حكايات في التغفل.
وغازي الملك المظفر شهاب الدين ابن العادل.
كان فارسًا شجاعًا وشهمًا وملكًا جوادًا.
كان صاحب ميافارقين وخلاط وحصن منصور وغير ذلك.
حج من بغداد ثم توفي في هذه السنة وتملك بعده ابنه الشهيد الملك الكامل ناصر الدين.
وابن الدوامي عز الكفاة الصاحب أبو المعالي هبة الله بن الحسن بن هبة الله.
كان أبوه وكيل الخليفة الناصر وسمع هو من تجني الوهبانية وابن شاتيل.
وكان حاجب الحجاب مدة ثم تزهد وانقطع إلى أن توفي في جمادى الأولى.
ويعقوب بن محمد بن حسن الأمير الكبير شرف الدين الهذباني الإربلي.
روى عن يحيى الثقفي وطائفة وولي شد دواوين الشام.
وكان ذا علم وأدب.
توفي في ربيع الأول بمصر.

.سنة ست وأربعين وست مئة:

فيها قدم المصريون عليهم فخر الدين ابن الشيخ فنازلوا حمص بعد أن تملكها الحلبيون.
ورميت بالمجانيق وقدم الملك الصالح وعلموا التلاق تحت القلعة لتفرح.
فهلك سبعة أنفس وتهشم جماعة.
فمنع من عمل التلاق.
وكان يترتب عليه مفاسد عظيمة.
وفيها توفي أحمد بن سلامة الحراني النجار الرجل الصالح.
رحل وسمع من ابن كليب وجماعة.
وكان ثقة عالمًا صاحب سنة.
توفي في وسط العام.
وإسماعيل بن سودكين أبو الطاهر النوري الحنفي الصوفي صاحب محيي الدين بن العربي.
وله كلام وشعر , توفي في صفر روى عن الأرتاحي.
وصفية بنت عبد الوهاب بن علي القرشية اخت كريمة.
لم تسمع شيئًا بل أجاز لها مسعود الثقفي والكبار.
وتفردت في زمانها.
توفيت في رجب بحماة.
وابن البيطار الطبيب البارع ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي صاحب كتاب الأدوية المفردة.
انتهت إليه معرفة تحقق النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه.
وله اتصال بخدمة الكامل ثم ابنه الصالح.
توفي بدمشق في شعبان.
وابن رواحة عز الدين أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الأنصاري الحموي الشافعي.
ولد بصيقيلية وأبواه في الأسر سنة ستين وخمس مائة فخلصا وسمعه أبوه بالإسكندرية من وابن الحاجب العلامة جمال الدين أبو عمر عثمان بن عمر بن أبي بكر الكردي الأسنائي ثم المصري المالكي المقرئ النحوي الأصولي صاحب التصانيف.
توفي بالإسكندرية في السادس والعشرين من شوال وله خمس وسبعون سنة.
كان أبوه حاجبًا للأمير عز الدين موسك الصلاحي فاشتغل هو وقرأ القراءات على الغزنوي وأبي الجود وبعضها على الشاطبي وبرع في الأصول والعربية.
وكان من أدباء أهل زمانه وأوجزهم بلاغة وبيانًا.
وابن الدباج العلامة أبو الحسن علي بن جابر النحوي المقرئ شيخ الأندلس.
أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف والعربية عن أبي ذر بن أبي ركب الخشني وساد أهل عصره في العربية.
ولد سنة ست وستين وخمس مائة وتوفي بإشبيلية بعد أخذ الروم الملاعين لها في شعبان صلحًا بعد جمعة فإنه هاله نطق الناقوس وخرس الأذان.
فما زال يتلهف ويتأسف ويضطرب ارتماضًا لذلك إلى أن قضى نحبه.
وقيل مات يوم أخذها.
وصاحب المغرب المعتضد ويقال له أيضًا السعيد أبو الحسن المؤمني علي بن المأمون إدريس بن المنصور يعقوب بن يوسف.
ولي الأمر بعد أخيه عبد الواحد سنة أربعين وقتل على ظهر جواده وهو يحاصر حصنًا بتلمسان في صفر.
وولي بعده المرتضى أبو حفص.
فامتدت دولته عشرين عامًا.
والقفطي الوزير الأكرم جمال الدين أبو الحسين علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني وزير حلب وصاحب التصانيف والتواريخ.
جمع من الكتب على اختلاف أنواعها ما لا يوصف.
وكان ذا عزم مفرط بها.
ولما احتضر أوصى بها للناصر صاحب حلب وكانت تساوي نحوًا من أربعين ألف دينار.
توفي في رمضان.
والأفضل الخونجي محمد بن ناماور الشافعي الفيلسوف.
ولد سنة تسعين وخمس مائة واشتغل في العجم ثم قدم وولي قضاء مصر.
وأفتى وصنف وبرع في المنطق والإلهي والطبيعي توفي في رمضان.
ومحمد بن يحيى بن ياقوت أبو الحسن الإسكندراني المقرئ.
روى عن السلفي وغيره.
توفي في سابع عشر ربيع الآخر.
ومنصور بن سند بن الدباغ أبو علي الإسكندراني النحاس.
روى عن السلفي.
توفي في ربيع الأول.

.سنة سبع وأربعين وست مائة:

رجع السلطان إلى مصر مريضًا في محفة واستناب على دمشق جمال الدين بن يغمور.
وفي ربيع الأول نازلت الفرنج دمياط برًا وبحرًا وكان بها خير الدين ابن الشيخ.
وعسكر فهربوا وملكتها الفرنج بلا ضربة ولا طعنة.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكان السلطان بالمنصورة فغضب على أهلها كيف سيبوها حتى إنه شنق ستين نفسًا من أعيان أهلها وقامت قيامته على العسكر بحيث إنهم تخوفوه وهموا به.
فقال فخر الدين: أمهلوه فهو على شفا.
فمات ليلة نصف شعبان بالمنصورة.
وكتم موته أيامًا وساق مملوكًا حافظًا بأعلى البرية إلى أن عبر الفرات وساق إلى حصن كيفا وأخذ الملك المعظم تورانشاه ولد الصالح وقدم به دمشق فدخلها في آخر رمضان في دست السلطنة.
وجرت للمصريين مع الفرنج فصول وحروب إلى أن تمت وقعة المنصورة في ذي القعدة وذلك أن الفرنج حملوا ووصلوا إلى دهليز السلطان.
فركب مقدم الجيش فخر الدين ابن الشيخ وقاتل فقتل.
وانهزم المسلمون ثم كروا على الفرنج ونزل النصر وقتل من الفرنج مقتلة عظيمة.
ولله الحمد.
ثم قدم الملك المعظم بعد أيام.
وفيها أغارت التتار بعد أيام بأطراف العراق وقتلوا خلقًا كثيرًا.
وفيها توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل.
ومولده سنة ثلاث وست مائة.
بالقاهرة.
وسلطنه أبوه على حران وآمد وسنجار وحصن كيفا.
فأقام هناك إلى أن قدم وملك دمشق بعد الجواد.
وجرت له أمور.
ثم ملك الديار النصرية ودانت له الممالك.
وكان وافر الحرمة عظيم الهيبة طاهر الذيل خليقًا للملك ظاهر الجبروت.
وابن عوف الفقيه رشيد الدين أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب ابن العلامة أبي طاهر إسماعيل بن مكي الزهري العوفي الإسكندراني: المالكي.
سمع من جده الموطأ.
وكان ذا زهد وورع.
توفي في صفر عن ثمانين سنة.
وعجيبة بنت الحافظ محمد بن أبي غالب الباقداري البغدادية.
سمعت من عبد الحق وعبد الله بن منصور الموصلي.
وهي آخر من روى بالإجازة عن مسعود والرستمي وجماعة.
توفيت في صفر عن ثلاث وتسعين سنة.
ولها مشيخة في عشرة أجزاء.
وابن البراذعي صفي الدين أبو البركات عمر بن عبد الوهاب القرشي الدمشقي العدل.
روى عن ابن عساكر وأبي سعد بن عصرون.
توفي في ربيع الآخر.
والسيدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن محمد البغدادي الحاجب.
روى عن عبد الحق وتجني وجماعة كثيرة.
وطال عمره.
وفخر الدين ابن شيخ الشيوخ الأمير نائب السلطنة أبو الفضل يوسف ابن الشيخ صدر الدين محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني.
ولد بدمشق بعد الثمانين وخمس مائة وسمع من منصور بن أبي الحسن الطبري وغيره.
وكان رئيسًا محتشمًا سيدًا معظمًا ذا عقل ووقار ودهاء وشجاعة وقد سجنه السلطان وقاسى شدائد وبقي في الحبس ثلاث سنين ثم أخرجه وأنعم عليه وقدمه على الجيش.
طعن يوم المنصورة وجاءته ضربتان في وجهه فسقط.
والساوي يوسف بن محمود أبو يعقوب المصري الصوفي.
روى عن السلفي وعبد الله بن بري وتوفي في رجب عن ثمانين سنة.